الجمعة، 2 أكتوبر 2015

المرجعية تشدد على محاسبة الفاسدين بلا تردد وتدعو لتوحيد الجهود الدولية في محاربة داعش

شددت المرجعية الدينية العليا على ضرورة ملاحقة الفاسدين ومحاسبيتهم بلا تردد، داعية الى توحيد الجهود الدولية في محاربة الارهاب وعصابات داعش.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "لا يوجد من ينكر الحاجة الماسة الى الاصلاح من المسؤولين وغيرهم، بل يكاد يتفق الجميع على ان هناك ضرورة له والمهم ان توضع خطة واضحة ومدروسة وعلمية للاصلاح الحقيقي، وبتعاون الجميع، بخطوات اكثر اهمية مما تم القيام به في المرحلة السابقة".
وأضاف، ان أهم هذه الخطوات "ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عما جرى خلال السنوات الماضية من ضياع مئات المليارات من اموال الشعب العراقي في مشاريع وهمية ومقاولات مبنية على المحاباة والفساد".
وأكد الصافي ان "الاصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، من ملاحقة ومحاسبة من افسدوا وضيعوا اموال الشعب او استحوذوا عليها"، مشيرا الى انه "اذا لم يطبق القانون بحق هؤلاء وتسترجع منهم الاموال ويعاقبون على جرائهم بما يناسبها فسيستمر الفساد ولن يرتدع الفاسدون عن ممارساتهم".
وتابع ان "الاصلاح كما ذكرنا من قبل هو حاجة اساسة وجوهرية تتعلق بمستقبل هذا البلد فلا بد من بذل كافة الجهود لتحقيق الاصلاح الحقيقي والمضي فيه بلا تردد او استرخاء".
ودعا ممثل المرجعية الدينية الى ضرورة توحيد الجهود الدولية في محاربة الارهاب وداعش.
وقال الصافي، ان "المعركة التي يخوضها العراق اليوم مع الارهابيين وتستبسل فيها قواته المسلحة وابناؤه المتطوعون وابناء العشائر الغيارى، هي كما قلنا سابقا معركة مفصلية ومصيرية من جميع العراقيين، ولكنها ليست معركتهم وحدهم بل معركة العالم كله، لان الارهابيين يستهدفون بفكرهم الظلامي وممارساتهم الاجرامية الانسانية وحضارتها وقيمها كما شاهد الجميع دلائل كثيرة بمناطق مختلفة من العالم".
وأوضح "من هنا فمن الضروري ان تتضافر الجهود والمساعي في مكافحة هذا الداء، وان يستوعب نطاق التصدي له كل الجهات التي تستشعر خطره على البشرية، ومن المهم جدا ان تتوحد المواقف في مواجهته، لاسيما المواقف الداخلية لما له من اثر بالغ في شد أزر المقاتلين في الجبهات وهم يذودون عن حياض الوطن ويسترخصون ارواحهم في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ونسال الله ان يكتب لهم النصر المؤزر في القريب العاجل".
ومع بدء العام الدراسي في العراق طالب ممثل المرجعية الدينية العليا بتوفير الاجواء المناسبة للدراسة وتعليم الطلبة حب الوطن وخدمته.
وقال الصافي: مع بدء الموسم الدراسي الجديد نتمنى لابنائنا الطلبة وفي جميع المراحل الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية ونود ان نوضح، ان هناك مسؤولية واضحة تقع على عاتق ابنائنا الطلبة وهي ان يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل استحصال العلوم وتطوير الملاكات الاخلاقية الفاضلة بما يحقق لهم ولبلدهم مستقبلا زاهرا فانهم اليوم على مقاعد الدراسة وغدا على مقاعد مسؤولية خدمة بلدهم محققين بذلك آمال ورجاء اهاليهم وبلدهم".
ودعا "الجهات المعنية الى ان توفر كل الوسائل المتاحة التي من شأنها ان تنهض بالمستوى العلمي والاخلاقي الى الامام سواء في البنى التحتية للمدارس والجامعات او تؤكد على كفاءة المدرس العلمية، بل والاهتمام بالمؤسسة التعليمية على مختلف مستوياتها وايجاد الفرض المناسبة لتطويرها".
كما دعا الصافي الى "التأكيد على ثقافة حب الوطن والاهتمام بها، ولابد من وضع واستحداث مناهج واضحة تعزز هذا الجانب في نفوس ابنائنا الطلبة بدءا من رياض الاطفال وتثقيفهم على حرمة المال العام وان السرقة من اموال الحكومة كالسرقة من اموال الناس، عمل قبيح وحرام، وانتهاء الى المراحل النهائية في الجامعات، مع ملاحظة توطيد العلاقة بين الطالب ووطنه من خلال المحاضرات التي يلقيها الاساتذة لما لهذا الموضوع من اثر فعال في تمسك الطلاب بوطنهم والحفاظ عليه، بل الدفاع عنه".
وتابع "لقد لمسنا في العطلة الصيفية المنصرمة الهمة الكبيرة في الاستفادة من بعض البرامج الثقافية والعسكرية التي كانت تتمحور حول بناء الوطن والدفاع عنه، ويمكن للاساتذة ان يذكروا القصص الرائعة في القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر، وانهم كيف يبذلون الغالي والنفيس والارواح والاموال في سبيل كرامة الوطن والدفاع عنه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق