الأحد، 21 فبراير 2016

وزير الخارجية يختتم زيارته الى تونس ويجدد رفض الانتهاك التركيّ


جدد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري رفض العراق للتدخل التركي والتمسَّك بضرورة إخراج القوات التركيّة؛ "لأنها اخترقت الأمن العراقيَّ، ومسَّت السيادة العراقـيّة، ودخلت من دون إذن عراقيٍّ".
وذكر بيان لموقعه الاعلامي تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه ان الجعفري أشار في اختتام زيارته لتونس الى ان "العراق اتفق مع تونس على ضرورة الإسراع في عام 2016 بعقد اللجنة السادسة عشرة المُشتركة في بغداد وستشهد ملفات مُتعدِّدة سنتابع نتائج المُشاوَرات التي حصلت ومُخاطبة الجهات المُختصَّة بحسب العائديّة سواء كانت العلاقة بالنقل أم السياحة أم الثقافة أم الداخليّة وأجهزة المُخابَرات والأمن ومُحاوَلة تطبيق المُفرَدات التي توصَّلنا إليها على هذه الأرض".
وقال الجعفري إنّ "الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين العراق والدول العربيّة".
وشدد "حان الوقت لأن نـُعيد هذه العلاقة خـُصُوصاً العلاقات العراقيّة-التونسيّة التي تتمتع بتاريخ مُشرِق، فلم تكن هناك تعثـُّرات بالعلاقة، ولم تكن هناك قطيعة، ولم تكن هناك مشاكل سابقة، إضافة إلى المُشترَكات الكبيرة بين الجناحين الأفريقيِّ مُمثـَّلاً بالمغرب العربيِّ وبين الآسيويِّ مُمثـَّلاً بالعراق، "مُوضِحاً انه "وعلى مُستوى الفعل والمُبادَرة هناك فرص سياحة، وفرص في التجارة، والاستفادة من مناهج التعليم التي تميَّزت بها تونس، وعلى مُستوى رُدُود الأفعال -أيضاً- أنَّ الإرهاب قد قفز إلى مُستوى الستراتيجيّات المُهمَّة، وأعتقد أنَّ تونس اليوم تـُشكـِّل محطة جيِّدة لمكافحة الإرهاب بخاصّةٍ أنَّ الإرهاب شكـَّل تحدِّياً حقيقـيّاً، واخترق المُجتمَعيَّة التونسيَّة، وغرَّر ببعض الشباب، وإن كانوا عدداً قليلاً، لكنَّ تونس اصطفت إلى جانب الدول المُواجـِهة للإرهاب.
وأكـَّد الجعفريّ: أنّ اللقاءات مع رئيس الجمهوريّة، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجيّة، ووزير الداخليّة، ورئيس البرلمان تناولت ملفات مُتعدِّدة، كلـُّها كانت باتجاه تعميق العلاقات العراقـيّة-التونسيّة، والإشادة بالتجربة العراقيّة، ودلـَّت على مُتابَعة للوضع في العراق، ومساندة العمليّة السياسيّة العراقيّة، وداعمة للتقارُب، وكـُلُّ المُفرَدات كانت تدور حول ناظم واحد اسمه تعميق العلاقات، والانتقال من الواقع الحَسَن في العلاقة إلى الواقع الأحسن في المُستقبَل القريب، كما أننا أشدنا بالتجربة التونسيّة، إذ كانت باكورة ما يُسمَّى الربيع العربيّ الذي انطلق من تونس، مع الحفاظ على خُصُوصيَّاتها ،مُبيِّناً على ضوء التفاهم الذي حدث بيننا فإنَّ آفاقاً مُتعدِّدة ستحظى بالرعاية، وقد أكـَّد الطرفان العراقيُّ والتونسيُّ على ضرورة الإسراع في عام 2016 بعقد اللجنة السادسة عشرة، وستكون في بغداد، وستشهد ملفات مُتعدِّدة كلـُّها تدرُّ بالخير على الطرفين".
وأشار وزير الخارجية إلى أنّ "العلاقات العراقيّة-التونسيّة ستنعطف على المسار السياحيِّ بشكل جيِّد، ومادام شعبنا يقصد الكثير من الدول يجب أن نفتح له الفرصة لأن يؤمَّ تونس، نعم، يُراد مُقدّمات لمعالجة مسألة النقل، وسرعته، والكلفة المعقولة سواء كان على مُستوى السكن، أم على مُستوى الخدمات بين العراقيِّين وتونس".
وفيما يخصُّ استئناف الرحلات الجوّية بين البلدين كشف الجعفريّ: ما كان هذا التوقـُّف في الرحلات الجوّية تعبيراً عن قرار ارتجلته الحكومة العراقـيّة، وإنـَّما كان تعبيراً عن تلكـُّؤ فنيٍّ في الطيران العراقيِّ، وعدم تحلـِّيه ببعض المُواصَفات؛ ممّا جعله يتلكـَّأ في هذه الحالة، مُوضِحاً: نحن الآن بصدد إزالته، وعندما تـُزال العوائق ستكون المغرب العربيُّ عامّة، وتونس خاصّة في صدارة الدول التي نستهدفها بالنقل.
وأفصح بالقول: أمامنا آفاق كبيرة لا يحدُّها شيء مادام رائدنا هو مصلحة البلدين العراق وتونس، كما جرى الحديث عن التعليم؛ لما تتميَّز به تونس من تجربة تعليميّة باهرة تستحقُّ أن تكون رائدة في هذا المجال، والتعليم حالة ديناميّة بين فترة وأخرى يتطوَّر مع التجربة، فيُمكِننا أن نستفيد من تجربة تونس ،مُوضِحاً أنه سيتابع نتائج المُشاوَرات التي حصلت، وإعادة قراءة الملفات من زاوية عمليّة، ومُخاطبة الجهات المُختصَّة بحسب العائديّة سواء كانت العلاقة بالنقل، أم السياحة، أم الثقافة، أم الداخليّة، وأجهزة المُخابَرات، والأمن، ومُحاوَلة تطبيق المُفرَدات التي توصَّلنا إليها على هذه الأرض.
وبخصوص الإرهابيِّين التونسيِّين الذي يُقاتِلون في صفوف إرهابيِّي داعش قال الجعفريّ: لا نـُعانِي من أزمة علاقة بيننا وبين تونس، بل العلاقات جيِّدة جدّاً رُغم وُجُود بعض الشذاذ الذين خرجوا، وتمرَّدوا على الشعب التونسيِّ قبل أن يتمرَّدوا على الشعب العراقيِّ، ويتورَّطوا بالإرهاب، لكنَّ ذلك لا يعني أن ننظر إلى الشعب التونسيِّ من خلال الشذاذ فيه، مُشيراً إلى أنّ عناصر داعش في العراق جاؤوا من أكثر من 100 دولة بعضهم من كبرى ديمقراطيّات العالم، لكننا لا نحكم على أكثر من 100 دولة بالإرهاب.
مُستطرداً بالقول بكلِّ اعتزاز: إلى الآن لم يُسجَّل على مُواطِن عراقيٍّ أنـَّه تورَّط بعمليَّة إرهابيّة في الخارج، ولكن رُبَّما يتورَّط مُستقبَلاً، فلا أقبل أن يُختزَل العراق بشاذ إرهابيٍّ من هنا وهناك، فمع ذلك نحن نـُقدِّر هذا الشيء؛ لأنَّ الإرهابيِّين يُجيدون فنَّ التزوير، فالإرهابيُّ واحد وإن تعدَّدت انتماءاته الوطنيّة، والحكوميّة، والدينيّة، هو إرهابيّ مُتمرِّد على الإنسان، المعركة الحقيقـيّة اليوم في العالم بين الإنسان، والمُضادِّ الإنسانيِّ وهو الإرهاب.
مُشيداً بالتجربة التونسيّة قائلاً: التنوُّعات في تونس إبّان الثورة لم تتحوَّل إلى الصراعات، وأبرز ما يُميِّز التجربة التونسيّة هو التقارُب الجيِّد، والعفويّ بين التوجُّه الليبراليِّ، والتوجُّه الإسلاميِّ، وهذه توجُّهات تعطي مِصداقيّة، وأنموذجاً حيّاً للدول التي تـُعاني من أزمة التوفيق بين مُكوِّناتها.
واشار الى ان "تجربة تونس جديرة بالاهتمام، والتعميم، والاستفادة، كما أنَّ تونس -هي الأخرى- بحاجة لأن تستفيد من تجاربنا؛ لأننا سبقناهم بالتجربة في العراق، وكيف تعاملنا مع الآخر المذهبيِّ، والآخر الدينيِّ، والآخر القوميِّ، والآخر السياسيِّ، وانتظموا جميعاً في السلطات الثلاث: التشريعيَّة، والتنفيذيَّة، والقضائيَّة، وحتى السلطة الرابعة الإعلاميّة.
وحول مُستجدّات الحرب ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة أكـَّد الجعفريّ أنّ العراق اليوم يمتلك تجربة طويلة الزمن، ومُتعدِّدة الجبهات في مُواجَهة الإرهاب، ونجح إلى حدٍّ كبير في دحر داعش، والتراجُع، والتقهقر إلى الخلف الذي تعرَّضت له عصابات داعش الإرهابيّة هو فعل عراقيّ، وخبرة عراقـيّة، وخطط عراقـيّة ،مشدِّداً أنّ الحرب ضدّ الإرهاب ليست حرباً تقليديّة، وليس من السهل أن نـُعوِّض عن التجربة الميدانيّة بالدراسات الأكاديميّة. العراق اكتسب خبرة عالية، ودفع ثمناً، ونحن نبَّهنا بعض الدول الأوروبيّة، والعربيّة بما ينويه بعض الإرهابيِّين من مُمارَسة أعمال إرهابيّة في بلدانهم. هذا نشأ من خلال التجربة الميدانيّة اليوميّة على الأرض.
واوضح الجعفري أنَّ "العراق يستطيع اليوم أن يُقدِّم خدمة، وهو لن يألو جُهداً؛ لأنَّ العراق مُتمسِّك بمبدأ أنَّ الإرهاب واحد، وإن تعدَّدت ميادينه، وهو يستهدف الإنسان بغضِّ النظر عن عمره صغيراً كان أم كبيراً، رجلاً كان أم امرأة، يهوديّاً كان أم مسيحيّاً، أم مُسلِماً، سُنيّاً كان أم شيعيّاً، الإرهاب هويّـته واحدة، وهي مُعادَاة الإنسان؛ لذا يجب أن تتضافر كلُّ الجُهُود من دون استثناء، وتصطفَّ الآراء جميعاً؛ من أجل مُواجَهة هذا العاصف الإرهابيِّ، ولا يُمكِن أن ننسى أنَّ الردَّ الوحيد، والمُعادِل له هو وُقوف الدول كافة ضدّ الإرهاب.
وحول موضوع انتهاك القوات التركيّة الأراضي العراقيّة أشار الجعفريّ إلى أنَّ تركيا دولة جوار جغرافيّ، وبيننا وبينها حقائق الجغرافية، والتاريخ، والمصالح المُشترَكة، والمصادر الحيويّة، فالموارد المائيّة تأتينا من هذه المنطقة، ونحن نتمسَّك بعلاقتنا بها على أساس علاقة دولة بدولة، وليس حكومة بحكومة، ولا حاكم مع حاكم ،مُجدِّداً رفض العراق للانتهاك التركيّ والتمسَّك بضرورة إخراج القوات التركيّة؛ لأنها اخترقت الأمن العراقيَّ، ومسَّت السيادة العراقـيّة، ودخلت من دون إذن عراقيٍّ؛ لذا وقفت معنا جامعة الدول العربيّة بالإجماع على رفضه، وكذا مجلس الأمن، نعم.. رُبَّما اختلف مجلس الأمن، وتحديداً الدول دائمة العضويّة فيما بينها على أسلوب سحب القوات، لكنها اتفقت على ضرورة سحب القوات، واستنكرت التدخل، فموقفنا قويٌّ، ونحن في هذا الموقف لا نتصرَّف بحجم عراقيٍّ، وإنما بحجم عربيٍّ، بل بحجم أمميٍّ، ولكن في الوقت نفسه نحن نشجب، ونرفض هذا التدخـُّل، ونتطلع لانسحاب القوات التركيّة، ولكننا نتمسَّك بالعلاقة مع الشعب التركيِّ، والحكومة التي تـُمثـِّل الشعب التركيَّ.
وفيما يخصُّ التفجيرات الإرهابيّة التي حصلت في أنقرة مُؤخراً قال الجعفريّ: نحن ضدّ الإرهاب، وأيّ مجموعة إرهابيّة، وفي أيِّ بلد يستهدفه الإرهاب نستنكر أشدَّ الاستنكار، نـُعزِّي جمهوريّة تركيا، ونـُعزِّي الشعب، ونـُعزِّي ذوي الضحايا، ونأمل أن نستثمر الفرص القادمة بأن نـُعبِّئ الأجواء، ونرتقي إلى مُستوى التحدِّي، مُشيراً إلى أنّ الإرهاب يُجدِّد هُويَّـته بأنـَّه خطر على كلِّ دولة من دون استثناء، ولا تـُوجَد دولة في مأمن منه؛ لذا فـُجـِعنا بهذه العمليّة الإرهابيّة، ونأمل أن نرتقي إلى مُستوى المُواجَهة، وننشر ظلَّ السلام، والمَحبّة بدلاً من ثقافة الإرهاب، ونتمنى لإخواننا في تركيا أن يمضوا بقوة في مُواجَهة الإرهاب.
وبخصوص التوجُّه بضربات على الأرض الليبيّة أكـَّد الجعفريّ: أنها تُثير قلقاً مشروعاً لدى دول الجوار الجغرافيِّ، وقد يقرع طبول التدخل في شُؤُونها، وهذا قلق مشروع؛ لذا رُبَّما يُساور بعض دول الجوار الليبيّ قلق من أنَّ أيَّ تطوُّر على الأرض، والتدخل الدوليّ قد يفتح صفحة جديدة من شأنها أن تجرَّ إلى تداعيات، وهو قلق مشروع، مُشدِّداً على ضرورة أن تتضافر جُهُودنا، ونتعاون لمُواجَهته، بشرط أن لا نـُقلِق ليبيا، ولا الدول المجاورة لها، مُنوِّهاً بأنّ من ستراتيجيّات الإرهاب الدخول إلى أيِّ منطقة، وتهديدها من الداخل، وتهديد نظامها، وبعد ذلك تـُنسِّق مع أطراف مُعيَّنة. وهذا أنا أعتبره خطراً ليس قليلاً ،مُبيِّـناً: نـُطالِب، ونـُناشِد كلَّ دول العالم أن تقف إلى جانب ليبيا بشرط أن لا تـُثير القلق لدول الجوار؛ إذ إنَّ الجوار في كلِّ بلد لا ينفكُ، ولا ينفصل عن ذات الدولة، داعياً إلى أهمّـيّة إسناد ليبيا، ولكن يجب الحفاظ على استقرار دول الجوار الليبيِّ، وعدم إثارة قلقها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق