الجمعة، 8 أبريل 2016

الحكيم: العراق لا يستقر الا اذا شعر الجميع بانهم متساوون فيه


اكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، ان العراق لا يستقر، الا اذا شعر الجميع بانهم متساوون فيه.
وقال الحكيم في كلمته بيوم [الشهيد العراقي] الذي يقام في العاصمة بغداد و14 محافظة اخرى، ان "العراق لا يستقر الا اذا شعر الجميع بانهم متساوون فيه، فلقد انتهى زمن المظلومية الطائفية او القومية واصبح كل شعبنا مظلوماً، وهذا الإرهاب التكفيري الأسود يفترس مدننا وقرانا في الموصل والرمادي ويسبي اعراضنا وهو يقدم ابشع صورة للجرائم الانسانية باسم الإسلام والإسلام منه براء".
واضاف "قريبا بأذن الله سيندحر الارهابيون وستتحرر المدن ورغم كل الجراح والالام والضحايا الا ان الإرهاب اثبت للعراقيين ان لا قيمة لهم خارج عنوان العراق الواحد الموحد وانه مهما كانت خلافاتنا كبيرة فأنها تبقى صغيرة امام العراق الواحد الموحّد الذي يجمعنا".
وتابع "كم نحن اليوم بحاجة الى تلك الرؤية الواضحة والقلب الكبير الذي اتسع للعراق وشعبه، وكم نحن اليوم بحاجة الى تلك اليد التي تجمع ولا تفرق، وترتفع بالحق والدفاع عن هذا الشعب الصابر ولا تنكفئ".
واشار الحكيم الى ان "قدرنا ان نحمل الراية ونحمي الوطن، ونحن نواجه التحديات الأصعب والأخطر الا وهي تحديات التضليل والتشويش"، مضيفا ان "كل التحديات تهون وكل الصعاب تواجه وكل المخاطر تفكك الا تحدي الانقسام داخل البيت الواحد وتحدي التضليل وخلط الأوراق".
واوضح انَّ "التحديات التي نواجهها اليوم بخطورة التحديات التي واجهناها في بداية سقوط الصنم، حيث كانت الأوضاع تسير نحو المجهول، واليوم هناك من يحاول ان يفجر البيت من الداخل بكلمات حق يراد بها باطل وان يسقط المنهج بذريعة الفشل، انهم يحاولون ان يسترجعوا بالمكر والخداع ما لم يستطيعوا اخذه بالعدوان والإرهاب". 
وتابع الحكيم "اننا اليوم نتحمل مسؤولياتنا ولا نهادن او نجامل فيها، وسنكمل المسيرة ونصل بكم ومعكم بالعراق الى بر الأمان، واليوم مهمتنا ان نحمي العراق ونعبر به الى بر الأمان وبعدها سيكون الحساب، وسيكون حسابا عسيرا لكل من غامر بدماء هذا الشعب وبدد ارزاقه وخان الأمانة". 
وزاد "نقولها وليسمعها الجميع، اليوم يوم العمل والصبر والتضحية والعض على الجراح، وغدا سيكون الحساب امام الله والشعب والتاريخ، فأننا لسنا من المساومين ولن نغض ابصارنا عمن انتهك حرمة هذا الشعب وهذا الوطن ولكننا نلبس الحكمة لباسا ونتعكز عليها حتى ينهض وطننا الجريح من كبوته وتتشافى جراحه، فلا يزايد عليكم المزايدون والمرجفون وأصحاب المشاريع المشبوهة، فأنتم قادة التغيير وبناء الدولة العصرية العادلة وتحقيق الاصلاحات الجدية، وحملة مشاعله، وأنتم اول من نادى به وحذر من السير في طريق الشخصنة والنرجسية وسياسة التأزيم".
ولفت الى جماهيره "انتم اول من قال انبارنا الصامدة فحوربتم واتهمتم وقالوا فيكم ما لم يقله الأعداء، واليوم شبابنا وفلذات اكبادنا وارواحنا يقاتلون ويستشهدون بهيت والفلوجة والرمادي، انتم من قال ان قوة العراق بتنوعه ولن يكون هناك سيد وعبد في بلد امير المؤمنين وسيد العدالة والإنسانية !!ولنكن اخوة تحت راية الوطن ولم يستمع لكم البعض واتهموكم بانكم تجاملون على حساب القضية، واليوم انتم تاج الرأس وحماة المشروع ورجال القضية".
وزاد "انتم من قلتم لنحمي الحقوق والثروات ونوزع الصلاحيات والسلطات.. فهاجمكم البعض وخونكم واتهمكم بانكم دعاة انفصال !!!، وانتم من حميتم وحدة العراق منذ 40 عاما !!".
واكد الحكيم ان "المجلس الاعلى حاور الجميع وتواصل مع الجميع وقدم التضحيات والحلول والمبادرات، ففي كل ازمة ومنعطف تغلق الأبواب وتبقى ابوابه مفتوحة تستقبل الجميع، لأنكم أصحاب حلول ورؤية ومشروع، فتتغير الوجوه ولا تتغيرون وتتبدل التصورات ولا تتبدلون ويختلفون هم في ارائهم وتثبتون أنتم على مشروعكم". 
واضاف "لقد سرنا وحيدين مع قلة من شركائنا وحلفائنا في طريق شائك وموحش ومؤلم ولكنه طريق الحق الذي نحفظ به الوطن ... وعاتبنا الأصدقاء وحاربنا الأعداء وشمت بنا المنافسون.. ولكننا كنا واثقين من رؤيتنا مقتنعين بمشروعنا وكانت ثقتنا بالله عالية واملنا بكم أيها الابطال كبيرا وراسخا، حتى بدا وكأننا بقينا لوحدنا وقد دب الشك في قلوب بعضنا "هل اننا في المسار الصحيح؟ وهل يعقل اننا على صح والاغلب على خطأ ؟ .. ولكننا لم نتراجع ولم يرجف لنا جفن وجاءت الأيام لنرى اننا ومن معنا كنا على حق وسقطت الكثير من الطروحات الخاطئة والسياسات الفاشلة".
واوضح انه "وفي الوقت الذي يملأ رجال شهيد المحراب الجبهات ويسطرون أروع الانتصارات فان رجالاً آخرين من تيار شهيد المحراب يملأون قاعات المفاوضات فيقربون وجهات النظر ويطلقون المبادرات ويقدمون الحلول السياسية وينالون ثقة الشركاء والأصدقاء، فهناك شهادة وانتصار وهنا تألق وافتخار". 
واشار الى انصاره "انتم تتصدرون مشروع الإصلاح الكبير، ولأنكم أصحاب مشروع ورؤية فأنكم وضعتم الحلول ورسمتم خارطة الطريق، وقد ايدتها كل القوى السياسية، وسنعمل بقوة مع الجميع على ان تتجاوز الحكومة ازمتها وان نصل الى تشكيلة وزارية تكون قادرة على قيادة العراق للسنتين المتبقيتين من عمر الحكومة، حيث ان الانتخابات القادمة ستكون مفصلية في تاريخ العراق وستحدد المسارات التي سنسير فيها للأعوام العشر القادمة، وقبلها او معها ستكون انتخابات مجالس المحافظات". 
وشدد الحكيم "اننا في تيار شهيد المحراب قد بدأنا اليوم مرحلة جديدة ونوعية، وستكون فيها الريادة والقيادة لهذا الجيل الشبابي المتألق، وهم يعملون ويتقدمون الصفوف بدعم ومؤازرة اخوتهم من الرواد المخضرمين أصحاب الخبرة والتجربة والايمان والذين حملوا راية المشروع وضحوا من اجله، ولكن هذه هي مسيرة الحياة حيث زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون، وهنا تكمن قوة تيار شهيد المحراب في تثبيت هذا المسار التكاملي بين الجيلين". 
وتابع "قلنا قبل سنة من الان ومن وحي هذه المناسبة، ان منطقتنا لا تتحمل الصراعات المفتوحة والحروب بالوكالة، وان الحرائق قد كثرت وامتدت ولا بد لها ان تنطفئ ولن تنطفئ الا بالحوار، وهذا ما حدث فمن الشام الى صنعاء قد نصبت طاولات الحوار والتفاوض ولكن بعد خسائر لا تعوض بالأرواح الغالية وتدمير المدن والبلدان". 
ولفت الحكيم الى اننا "نؤمن ان احترام مساحات كل الاطراف هو الاسلم لتجنيب المنطقة المزيد من الدمار وهو الحل الوحيد لتحويل العداء الى تعاون، فليس من مصلحة احد ان تتحول دول المنطقة الى بيادق على رقعة الصراعات الدولية، وعلى العراق ان يأخذ دوره ويكون محوراً في استقرار المنطقة وتنميتها، فالعراق هو الجسر بين الشرق والغرب، وهو الحاضنة لكل الثقافات والتي تمتزج بها شعوب واديان وطوائف المنطقة، ولهذا فان الهجمة على العراق شرسة لانهم يدركون متى ما استقر سيكون دوره كبيرا ومحوريا". 
واضاف الحكيم "نرى انه لزاماً علينا نحن في تيار شهيد المحراب وضمن الظروف الراهنة التي يمر بها البلد ان نعتمد سياسة "الحسم والحزم" وسنكون حاسمين في قراراتنا وحازمين في خياراتنا، ولن نهادن ولن نجامل، ولذلك سنتمسك بوسطيتنا، ولكن سنكون اكثر حزماً في المنعطفات التاريخية وستكون مواقفنا مفصلية بأذن الله تعالى".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق