الجمعة، 28 أغسطس 2015

المرجعية تفوض الحكومة والبرلمان والقضاء بتحقيق الاصلاحات بقرارات مقنعة للشعب

فوضت المرجعية الدينية العليا، الحكومة والبرلمان والقضاء بتحقيق تفاصيل الاصلاحات باتخاذ قرارات "جريئة ومقنعة" للشعب العراقي.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة من داخل الصحن الحسيني الشريفن ان "من متطلبات النجاح في معركة الاصلاح هو تفهم الساسة الذين بيدهم مقاليد الامور في البلاد باحقية مطالب الشعب في توفير الخدمات ومكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وقيامهم بخطوات اساسية تحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن بانهم يتجاوبون مع هذه المطالب ويؤمنون بها".
وأضاف "كما على المسؤولين ان يسعوا بجد وصدق في تحقيقها فالمواطن جرب وخبر وعودا سابقة لم يجد منها على ارض الواقع ما يفي بحل المشاكل التي يعاني منها طويلا، بل وجد انه اريد بها مجرد تهدئة المشاعر وتسكين الام المعاناة بصورة مؤقتة ولابد ان يعمل المسؤولون في هذه المرة بصورة مختلفة عما مضى ويكسبوا ثقة المواطنيين بانهم جادون في الاصلاحات وصادقون في نواياهم مع الشعب".
كما دعا ممثل المرجعية "الشعب الذي يخوض معركة الاصلاح في جنب معركته المصيرة مع الارهابيين ان يتنبه الى ان النجاح في هذه المعركة يتطلب توظيفا سليما وصحيحا لآلياتها حتى يضمن الوصول الى الهدف المنشود ومن ذلك ان يحسن المواطنون المنادون بالاصلاح اختيار عناوين مطالبهم بحيث تعبر عن اصالة وحقانية هذه المطالب".
وتابع كما على المتظاهرين ان "لايسمحوا بحرف مطالبهم الى عناوين تعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية والمتضررين منها للطعن بها والنيل من اصالتها الوطنية او تمنح الفرصة لذوي الاغراض الخاصة باستغلالها للوصول الى اهدافهم".
وأشار الكربلائي الى ان "المرجعية الدينية العليا اكدت فيما سبق بان منهجها هو بيان الخطوط العامة للعملية الاصلاحية واما تفاصيل الخطوات الضرورية لذلك فهي في عهدة الواعين من المسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي تأامل ان يوفقوا بالقيام بها وان يتخذوا قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي الذي هو مصدر جميع السلطات"..
وعن ازدياد ظاهرة هجرة الشباب الى الخارج اعرب الكربلائي عن القلق البالغ للمرجعية الدينية العليا من هذه الهجرة" داعيا "المسؤولين الى وضع خطط تنموية تحد منها".
وقال ممثل المرجعية "لقد اتسعت في الاون الاخيرة ظاهرة هجرة اعداد كبيرة من الشباب العراقي الى بلدان اخرى حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة ويتحملون مخاطر كبيرة لهذه الغرض وقد وقعت حوادث مؤسفة ادت الى وفاة اعداد منهم".
وأضاف ان "هذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بافراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والاكاديمية وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لادنى امل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب واحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم".
وأوضح الكربلائي "اننا في الوقت الذي نهيب بالمسؤولين ان يدركوا حجم مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها على البلد وان يعملوا بصورة جادة على اصلاح الاوضاع والبدء بخطة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية ويسعوا في تنشيط القطاع الخاص لتوظيف اكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل".
كما اهاب ممثل المرجعية "بابنائنا واحبتنا من الشباب المحبطين من الاوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل، ولينظروا الى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم ويقاتلون الارهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات، وهؤلاء الميامين الذين ينبغي ان يكونوا القدوة لجميع العراقيين في تحمل الضعاب والصبر على المكاره في سبيل عزة الوطن وكرامة الشعب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق