الجمعة، 18 نوفمبر 2016

الغارديان: الغزاة الأمريكيون والبريطانيون زرعوا الفوضى بالعراق وعليهم إعادة بنائه

نشرت صحيفة الغارديان في عددها الصادر، اليوم الجمعة، مقالا كتبته سيمون جينكنس يتحدث فيه عن "مأساة" العراق ومسؤولية الدول الغربية فيها، ويدعوها إلى التكفير عن ذنبها بإعادة بناء مدينة نمرود التاريخية التي لحقها دمار واسع بسبب الحرب، فيما أكد أن "الغزاة" الأمريكيين والبريطانيين أقدموا مع سبق الإصرار على إسقاط الحكومة في بغداد وزرع الفوضى في البلاد، وعليهم إعادة بنائه إن شعروا بالندم.
ويقول سيمون جينكنس، إن تدمير مدينة نمرود الآشورية كارثة بالنسبة للعراق ولتاريخنا الثقافي المشترك، فقد شهدنا تجريف نينوى على يد تنظيم "داعش"، وتدمير الرقة واليوم نشهد تخريب نمرود، وهو مسح من الخريطة لأولى المدن في العصر الأوروبي، إذ لم يسبق لأي نظام في المنطقة لا في الملكية ولا في الإمبراطورية ولا في البعثية أن قام بفظائع تشبه ما حدث بعد غزو جورج بوش الإبن للعراق عام 2003.
فالغزاة الأمريكيون والبريطانيون أقدموا مع سبق الإصرار على إسقاط الحكومة في بغداد وزرع الفوضى في البلاد، ففتحوا نار جهنم في الأرض، ولا أدل على ذلك من مقولة حياة من الاستبداد أهون من أسبوع من الفوضى.
ولكن الكاتب يرى أن هذا الدمار الذي لحق بهذه المواقع التاريخية، لا يعني أنها اندثرت، بل إن إمكانية استرجاعها موجودة، فليس هناك ما يمنع أن يعاد بناء معابد تدمر وبوابة قصر نمرود وجير مار إيليا، تماما مثلما كانت قبل عام.
ويرى سيمون جينكنس أن التكاليف ليس غالية، بل إن الواجب المعنوي للولايات المتحدة وبريطانيا يحتم عليهما توفير المصاريف لهذا المشروع، الذي يعد ردا على تنظيم "داعش" الذي يسعى لتخليد آثاره بإزالة حضارة من أرضها.
ويختم بالقول إن الحل في يد الحكومات الحليفة، فإذا كانت تشعر بالندم على ما فعلته عليها أن تذهب إلى العراق وسوريا بعد انتهاء القتال وتشرع في إعادة البناء، ولا ينبغي أن ننسى أن الإصرار على فرض "القيم الغربية" على العراق هو الذي أدى إلى الكارثة، وستكون الكارثة أكبر لو استعملت هذه القيم الغربية للإبقاء على آثار الهمجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق