الجمعة، 25 نوفمبر 2016

الجعفري لرئيس الوزراء الهنغاري: خططنا لمرحلة مابعد داعش تحتاج لوقفة دولية


بحث وزير الخارجيَّة العراقيَّة إبراهيم الجعفريّ، برئيس الوزراء الهنغاريِّ فيكتور أوربان على هامش اجتماعاته التي يُجريها خلال زيارته الرسميَّة للعاصمة الهنغاريَّة بودابست، أبرز القضايا ذات الاهتمام المُشترَك بين البلدين، وجُهُود العراقيِّين، وانتصاراتهم المُتحقـِّقة ضدَّ عصابات داعش الإرهابيَّة.
وقال الجعفريّ، بحسب بيان لمكتبه تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه، إنَّ "القوات المسلحة العراقية بصنوفها كافة من الجيش، والشرطة، والحشد الشعبيِّ، ومُقاتِلي العشائر، والبيشمركة حرَّروا ثلث مدينة الموصل من قبضة إرهابيِّي داعش،" مُوضِحاً، أنَّ "الانتصارات العراقية لم تكن بمعزل عن الدعم الدوليِّ، ومن الإنصاف أن يشكر العراق الدول الصديقة التي ساندته في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيَّة، وأمَّنت الغطاء الجوِّيَّ، والمساعدات الإنسانيَّة، والخدميَّة".
ودعا الى "تكثيف الجُهُود الدوليَّة لمرحلة ما بعد داعش، وتحرير الأراضي العراقيّة، والعمل على إعادة إعمار المناطق المُحرَّرة، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، وتوفير المستشفيات، والمدارس، والجامعات، وكلِّ ما خرَّبه الإرهابيُّون".
وبين، أنَّ "الحكومة العراقيَّة وضعت الخطط لمرحلة ما بعد داعش، ولكنَّ ذلك يتطلب وقفة المُجتمَع الدوليِّ، وشُعُوب العالم بتقديم الدعم اللازم، وتوفير الأموال، والخبرات لتوفير الأمن، والاستقرار، وهي رسالة إنسانيَّة للشعب العراقيِّ، وكلِّ الشعوب التي تواجه الإرهاب بأنها لا تـُقاتِل، وتعاني وحدها وإنما يجدون وقفة شُعُوب العالم كلها".
وثمن الجعفري "دعم هنغاريا للعراق، والاتفاق الأخير المُتحقق بخصوص معالجة الجرحى العراقيِّين في المستشفيات الهنغاريَّة، عادّاً أنه يأتي تعبيراً عن الموقف الإنسانيِّ الذي من شأنه تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين البلدين".
من جانبه أكد رئيس الوزراء الهنغاريّ فيكتور أوربان، أنَّ "زيارة الجعفريّ مُهمّة جدّاً؛ لما لها من أثر كبير في تعميق العلاقات الثنائيَّة بين بغداد وبودابست،" مُوضحاً، أنَّ "العراق من الدول النادرة التي امتدَّت بعلاقتها مع هنغاريا من منطقة الشرق الأوسط".
وشدد على "أنهم سيبذلون كلَّ إمكانيّاتهم لدعم العراق، وأنهم سعداء لذلك؛ فالعراق بلد حضاريّ عريق، وسنعمل كلَّ شيء ليتجاوز أزمته الراهنة،" مُبيِّناً، أنَّ "العمق التاريخيَّ والحضاريَّ للبلدين يُمثـِّل نقطة ارتكاز ينطلق منها لتعميق العلاقات، وفتح آفاق التعاون المُشترَك في مُختلِف القطاعات، مُعبِّراً عن شكره للعراق؛ لما يبذله من تضحيات في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابيَّة".
وكشف رئيس الوزراء الهنغاري، أنَّ "الاتفاق على تجديد 100 منحة دراسيَّة للطلبة العراقيِّين يأتي ضمن حرص هنغاريا على تبادل الخبرات، وإفادة العراق من الجامعات الهنغاريّة".
كما بحث وزير الخارجيَّة إبراهيم الجعفريّ مع مُستشار رئيس الوزراء الهنغاريّ لشؤون الاتحاد الأوروبيِّ السيِّد سيزابولك تاكاس جُهُود الاتحاد الأوروبيِّ في مُساندة العراق في القضاء على الإرهاب، وأهمّية تحشيد المزيد من الدعم، والمُساعَدات، والإعداد لمرحلة ما بعد داعش، وما يُمكِن أن تقدِّمه الدول الأوروبيَّة من خدمات، وخبرات لعودة الاستقرار إلى العراق.
وأكـَّد الجعفريّ أنَّ "العلاقات العراقيَّة- الهنغاريَّة القويَّة يجب أن تشكـِّل نافذة للعراق على الاتحاد الأوروبيِّ، وحثّ المُجتمَع الدوليِّ على بذل المزيد من الجُهُود لتوفير المُستلزَمات الضروريَّة للقضاء على الإرهاب،" مُشيراً إلى أنَّ "العراق يواجه حرباً عالميَّة ثالثة، وإرهابيِّين جاؤوا من أكثر من مئة دولة دفاعاً عن نفسه، ونيابة عن العالم أجمع".
من جانبه قال مُستشار رئيس الوزراء الهنغاريّ لشؤون الاتحاد الأوروبيِّ سيزابولك تاكاس، إنه "ليس من العدل أن يُقدِّم العراقيون الدم في حربهم ضدَّ الإرهاب، وأوروبا تنظر إليهم،" مُشيراً إلى أنَّ "ما يقوم به الشعب العراقيُّ، وحكومته له قيمة عليا لأوروبا، وعلينا أن نوفر المزيد من الدعم، والمساعدات للعراق،" مُشدِّداً على أن "لا نكتفي بتوقيع الاتفاقيَّات، ويجب علينا أن نقدِّم المُساعَدات الفعليَّة على الأرض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق